_ الريح تحزُّ في الأجسَاد كالمنشَار ،
و فِي الافُق يسرحُ قطيعٌ مِن الغَنم مُتعدِدةٌ أشكَالُه .فالعين تقَع فيه عبَى بعيرٍ ،
و أسدٍ و أفعَى و كأنَّهَا حيواناتٌ طائرةٌ في الاجواءِ ! دائبةٌ فِي السيرِ نحوَ الفَلَك ،
و ما تخلُو القُبَّة المبرشقَةُ مِن سفُنٍ ، و من سروحٍ قائِمةٍ و مُنهارة ،
و من دجاجةِ و أفراخٍ و عنزة سائر خلفَ راعيها .
فهو الجوّ يلهو بالرسم بريشةٍ عابثةٍ دأبُها المُزاحُ ، و سكن البحرُ فلا يُطلِق من الأمْواج
غيرَ سطُورِ مهذبةٍ برئَت من رغوةٍ الحقدِ و الغضبِ ، إلا أنه يكتُبُ الصَّفحة تلو
الصَّفحةِ ، ثم يمحُوها كالمُنْشئ المُترِّج غيرَ الوثِق بنفسِه يخطُّ سُطوره وما يلبثُ أن يحذَفهآ
# يا لهُ من عالَمٍ جميل
....................................................................... _ عن كرم ملحم كرم _